مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة. بين أول تاريخ صدور أول مقالة لي في الصحافة الوطنية و بين متابعتي الأسبوعية لركني نظرات مشرقة في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائرين مسافة طويلة بطول معايشتي لهموم القلم و أول موضوع نشر كان يدور حول جبران خليل جبران و قد قدم لي خدمة لم أنساها الأستاذ سليم قلالة بنشر مقالتي آنذاك في أسبوعية "الحقيقة"
أحمد الله علي ثباتي في المسيرة و أدعو الله صادقة لأن يثبتني لآخر مشوراي، فحق الله علي أن أشكره علي هذه النعمة و أن ابذل المزيد و المزيد في سبيل نصرة دينه و بعث روح المقاومة و تثبيت مبدأ طلب العلم و النهوض بأمة الإسلام.

samedi 15 août 2009

كلمات لا تموت



بسم الله الرحمن الرحيم


تذكرة


كلمات لا تموت


حقا أنني أعيش في زمن أسود
الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها
و الجبهة الصافية تفضح الخيانة
و الذي ما زال يضحك
لم يسمع بعد النبأ الرهيب
أي زمن هذا ...؟
الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمة
لأنه يعني الصمت علي جرائم أشد هولا
- برتولت بريخت -


حيرني هذا الألم الذي نستشفه في كلمات بريخت فهو لم يكن بالإنسان الذي يستطيع أن يعيش دون أن يقاسم آخاه الإنسان همومه آلامه و فجائعه. فماذا نقول عن أنفسنا نحن و الدماء تسيل في ربوع هذا الوطن الفسيح و ما من منتقد لما آلت إليه الأوضاع. لم وصلنا إلي حافة قبورنا بأيدينا ؟ أليس في موت أحدنا أي كان معسكره خسارة لنا جميعا ؟ نحن بعد قرن من الفتوحات العلمية و التطور المشهود في جل ميادين الحياة لم نزل بعد نقاسي ويلات الظلم و الإضطهاد. فنحن في كل ساعة تنقضي تقابلنا مواقف نكون فيها الضحايا الذين لا يملكون زمام المبادرة لرفع الحيف عن أنفسهم. و المذهل أننا نفاخر بأننا أصحاب سيادة و قد دفعنا في سبيلها الثمن الغالي... تري هل حقا وعينا قيمة الثمن المدفوع ؟ تري هل يعقل أن أمثالنا بمجرد حصولهم علي الإستقلال فضلوا الإستقالة و النأي بأنفسهم عن مهمة إدارة شؤونهم بالعدل و ترك إنتهازيين و طامعين يغتصبون مكانة لهم في المجتمع لا يستحقونها
و ها هم قادونا علي مدي ثلاثة عقود،
فماذا حصدنا من لامبالاتنا و سلبيتنا و ماذا حصدنا من ظلمهم و تجبرهم و فسادهم ؟ سوي العلقم، سوي العلقم. ثم ما مفهوم السيادة في زمن يحجر فيه علي الفرد ممارسته للحياة كحق طبيعي إكتسبه بموجب مجيئه إلي الوجود ؟ إننا و إلي حد الساعة لا نتمتع بالحرية التي تمكننا من إختيار المنهج الذي يوافق إنتماءنا الحضاري و العقائدي و تطلعاتنا كأمة لها ما تقدمه للإنسانية، فقد أخذوا منا حق الإختيار و تقرير المصير و من إنتزعوه ليسوا المستعمرين بل هم أبناء جلدتنا من ترعرعوا في أحضان المستعمر و من يرون فيه القدوة و المثل الأعلي و النتيجة أننا اليوم سجناء هؤلاء المستبدين، ممن داسوا علي حرية إختيارنا. فمن المخجل أن ندعي الحرية و الإستقلال في الرأي و الوجود في الجزائر و نحن مازلنا لم نتخلص بعد من تبعيتنا البغيظة لمناهج و مدارس الغرب و خاصة فرنسا. فنحن نعيش بأفكارهم و سلوكاتهم و نتفنن في التشبه بهم و قد إستغنينا عن سياسة العصا التي كانوا يمارسونها ناحيتنا لنستبدلها بأخري من صنعنا لنضرب بها بعضنا البعض، فالظلم صار بلوننا و إرادتنا، فهو منا و إلينا. فمن حق بريخت أن يتساءل ... أي زمن هذا ؟ لماذا نصر علي خوض معركة نكون فيها المعتدين و المعتدي عليهم ؟ لماذا نشخص دور الجلاد بينما لسان الواقع يدعونا للتحرر من سلطان القهر و الإستبداد لنعيد كتابة حاضرنا و مستقبلنا بحروف مشعة تكون من وحينا، فتزرع الأمل محفزة فينا روح المسؤولية و الخلق ليصبح الشجر و البشر جاران متساويان... بقلم عفاف عنيبة





1 commentaire:

  1. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    و ظلم ذي القربى أشد مضاضة
    مضى على هذا الكلام 10سنوات و لازلنا نعاني... حقا الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها... هل يعقل أن لنا آذانا لا نسمع بها

    RépondreSupprimer