مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة. بين أول تاريخ صدور أول مقالة لي في الصحافة الوطنية و بين متابعتي الأسبوعية لركني نظرات مشرقة في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائرين مسافة طويلة بطول معايشتي لهموم القلم و أول موضوع نشر كان يدور حول جبران خليل جبران و قد قدم لي خدمة لم أنساها الأستاذ سليم قلالة بنشر مقالتي آنذاك في أسبوعية "الحقيقة"
أحمد الله علي ثباتي في المسيرة و أدعو الله صادقة لأن يثبتني لآخر مشوراي، فحق الله علي أن أشكره علي هذه النعمة و أن ابذل المزيد و المزيد في سبيل نصرة دينه و بعث روح المقاومة و تثبيت مبدأ طلب العلم و النهوض بأمة الإسلام.

mardi 4 octobre 2011

في يوم ما كان هناك ملك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في الثالث ذو القعدة نشرت في موقع فرنسي قصة بعنوان " في يوم ما كان هناك ملك" بدأت كتابتها في 2009 و أنهيتها في العام الماضي. بعد مراجعة و تصحيح، قمت بنشرها راجية من الله عز و جل أن تلقي قبولا من القراء الكرام.
الكتابة لقراء غربيين بتبيان خصائص المجتمع المسلم، خاصة في مسائل الحكم و الإدارة و تفاعل المواطنين و المجتمع المدني تعطي لمحة عن دورنا في عالم متدافع. حاولت أن أقدم عبر عبد الملك، الملك المقبل علي التقاعد وجه من وجوه السماحة و الحكمة في زمن الطغاة. هل نجحت في ذلك ؟ علي القاريء أن يحكم، لماذا إخترت ملكا و ليس رئيسا ؟ لأن الشرخ بدأ بالخروج عن الخلافة إلي الملكية و سنري أن عبد الملك ليس كما يوحيه منصبه. هل جاء النص صارما، لم أتوسع في التفاصيل كما فعلت مع "بغداء يوم بعد..." أو "فولتيرا المجهول" ؟
أظن أن الكتابة تفرض نفسها و ليس علي الكاتب إلا ان يتابع إلهامه.
www.ebookpulp.com
Un jour fut un roi

mercredi 28 septembre 2011

مدارج السالكين، كتاب و كتب و مطالعة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنهيت البارحة قراءة الجزء الثاني من "مدارج السالكين" للعلامة فضيلة الشيخ إبن القيم جوزية. رحلة طويلة دامت قرابة العام، أقتفي أثر سالكين درب التوحيد المتكامل، التوقف عند كل مقام و النهل من ثراء وحدانية زاخرة، زادني ثقة بجمال و إعجاز ديننا.
كم نجهل عن الإسلام و نحن نمضي مع الحياة بنسق رتيب قاتل و كم نخسر و نحن لا نرتقي بإنسانيتنا كما دعانا إلي ذلك سيد الأنام محمد صلي الله عليه و سلم و كم نضيع و نحن في هذه الغفلة المستديمة.
تمر الأيام بسرعة و يوشك معرض الكتاب علي النهاية و لا أدري إن كان تعاملنا مع الكتاب بذات الجد الذي نتعامل به مع شركاءنا في الحياة ؟
ها أننا علي أبواب الخريف و لا أدري عاقبة الركود التي أقرءها في وجوه البعض.
ليس لنا أن نتأسف علي ما راح و ليس لنا أن نندم علي ما فات، فقط نحن مطالبين بعقد العزم فعليا لطي صفحة سوداء و البدء في كتابة صفحة بيضاء، فنملأها بأعمالنا و حسناتنا و التفاؤل واجب ما دامت الحياة و ما دام الشمس لم تشرق من الغرب.
في إستشارتي لأختي الفاضلة وداد طالب، سأعمل علي توجيه قراءات طالباتي، هكذا بتخصيصهن  عشرين دقيقة يوميا للمطالعة تعم الفائدة و إفادتنا بمضمون المطالعة سيزيدنا حرصا علي القراءة و إختيار عناوين مفيدة.
أما فيما يخص تلاميذ الثانويات، علي بالتوافق مع الإدارة التركيز علي تبيان مخاطر الإختلاط علي فريضة طلب العلم.

lundi 6 juin 2011

ما تبقي من ولادة عالم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حينما أعدت صياغة قصة ولادة عالم لم أكن متوقعة أبدا أنني سأجد نفسي مع جزأ أول و جزأ ثاني أتقدم فيه ببطيء.
دائما ما يكون أدب الأطفال فيه الكثير من المفاجآت و كم كبير من الخيال و واقعية تستجيب لتطلعات الصغير.
ها أنني اليوم، أكتب بعض الأسطر، لآخذ كل الوقت لنسج الحبكة القصصية دون ضغط أو تسرع.
فما ينبغي أن أراعيه انني أكتب لأطفال مسلمين و غير مسلمين و قد إستطعت إلي حد الساعة كتابة أربعة أو خمسة قصص قصيرة للأطفال، ثلاثة في متناول القراء المراهقين و إثنتين أنتظر إنطلاق موقعي لأقوم بنشرهما.
أما فجر عالم، فبطل القصة أحمد آند هو طفل صاحب سبعة أعوام مولود في جزيرة معزولة عن العالم الخارجي تماما بحيث لا يسمح لأحد بزيارتها أو السكن بها و من يحلم بالعيش في هذا المكان لن يتمكن من ذلك لسبب بسيط، أن أماكن كثيرة من الموقع مجهولة و لا تصلها قدم إنسان و في اليوم الذي يخوض فيه أحمد مع أستاذه رحلة 24 ساعة في أعماق الجزيرة سيكتشف أن يومه ذاك دام 25 ألف سنة.
لا أريد الإستفاضة أكثر، كل شيء بدأ بسؤال بسيط و كل شيء سينتهي كما أراه و للقراء الكرام كتبت قصة قصيرة للأطفال بعنوان " التفاحة البنفسجية" في موقع أترامنتا.نت في صفحة واحدة، أنتم مدعوون لتصفحها و النظر إن كانت تصلح لصغاركم.
أحيانا أطيل الكتابة في قصة بحثا عن جديد و عن مساحة أكبر للإمتاع و الإفادة، فعملية الإبداع رائعة و فيها قدر كبير من الحرية التي لا يعرفها إلا المبدع المعني الأول و الأخير بفعل الإبداع.

lundi 4 avril 2011

كيف أبدأ حكاية زهرة النرجس ؟



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف أبدأ أحكي لكم حكاية زهرة النرجس ؟

كيف أعيد شريط ذاكرتي إلي الخلف بعقدين و أكثر لأستحضر لحظات عابرة من عمري القصير الطويل، فأقف علي عتبة صورة تتطلع إلي بأناقة زهرة النرجس و لطفها ؟
سأترك للأيام مهمة مساعدتي علي إسترجاع هنيهات من الزمن مضت بسرعة السهم.

كل شيء بدأ في يوم مشمس من أيام ذلك البلد الشقيق، كنت في ساحة مساحة بيع كبيرة و كان عند مدخل تلك المساحة بائع أزهار، يسقي أزهاره و وروده. توقفت عند الواجهة الجميلة و تنبهت لوجود زهر النرجس الأبيض بقلبه النابض الأصفر اللون.
علي الفور شعرت بحاجتي لإقتناء باقة من النرجس، إخترت واحدة و دفعت ثمنها لآخذ الباقة في يدي و أمشي بها نحو ماذا ؟
لم أكن أدري لحظتها أين أنا متوجهة إلا أنني إخترت العودة إلي بيت مضيفتي لأتناول الغذاء و التوجه بعد الظهيرة إلي بيت أستاذتي للغة الإنجليزية، فهمت حينها بأن باقة النرجس إشتريتها لها.
في بيت مضيفتي لم أجدها و زوجها بل بنتها البكر التي لم تلاحظ باقة النرجس في يداي، كانت مستعجلة بإعتبار انه كان يتوجب عليها أخذ أكلها و الإلتحاق بجامعتها.
بعد الظهيرة، رتبت كتابي و كراسي في حقيبتي و أمسكت بالباقة التي وضعتها للإنتظار في مزهرية بها ماء و غادرت البيت.
كان بيت أستاذتي موجود فوق تلة و كان علي صعود تلك التلة بخطوات الشباب الواثقة. طيلة الطريق لفت نظر المارة بأزهار النرجس و حرصي الكبير عليها.
عند وصولي إلي بيتها الفاخر التي كانت تستأجره بمعية السيد الفاضل زوجها، لزمت الوقوف لدقائق، كي ألتقط أنفاسي ثم هممت لفتح الباب الخشبي الصغير لأنزل ثلاث درجات من السلم الحجري، فأتقدم علي البلاط المرمري لأتسمر أمام باب أثري عليه مغلاق أو مزلاج من نحاس، رفعته و تركته يسقط مرة واحدة.
سمعت خطوات في الداخل، ينفتح الباب و تطل أستاذتي بوجهها البشر المبتسم:
-ياه عفاف كم أنت رقيقة، كيف عرفت بأن ازهاري المفضلة هي النرجس؟
لم أجبها و إنما أهديتها الباقة و السعادة تعلو محياي.

كل هذا مدخل لحكاية زهر النرجس التي قررت الإحتفاظ بجل فصولها لنفسي، أحيانا يعجز الراوي عن إستخراج لحظات غالية من ماضي متوهج بألوان قوس قزح.
أحيانا و نحن نروي نشعر بأننا نقتطع أجزاءا عزيزة من حياتنا لنعرضها لفضول القراء الكرام، لهذا سامحوني سأمتنع عن المزيد من الحكي.

lundi 7 mars 2011

الوطن المغبون


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه المقالة نشرت في اسبوعية كواليس 20 مارس 2003
و قد أدخلت عليها تعديلات هنا


أذكر وجها من وجوه الماضي الذي تعاملت معه مهنيا لفترة تناهز بضعة أشهر، كان غريبا غربيا قدم إلي بلادنا ليعمل ثم يعود من حيث أتي.
قبل أن أعرفه مهنيا، كان قد ألح علي أحد الإخوة الجزائريين ممن أتعامل معهم مهنيا بالتعرف عليه، رفضت ثم عقد القدر بيني و بينه عمل، فشاء لي الله التعرف عليه و بمجرد ما تعاملت معه علمت أنني أمام صنف نادر من الغربيين، فقد كان رجلا متوازنا مع نفسه و قيم حضارته و دينه و كان مخلصا لعمله. كان مضرب الأمثال بين أقرانه الغربيين أنفسهم، إلا أن حبه للجزائر لم أره في أي جزائري أو جزائرية. و قد إلتمست فيه رغبة شديدة في معرفة كل شيء عن الجزائر و هذا منذ أول لقاء مهني بينه و بيني.
بادرني بالسؤال :
-عرفيني ببلدك؟
ففاجأته بسؤالي :
-ماذا تريد معرفته بالضبط عن الجزائر، حدد من فضلك ؟
فقال لي مترددا:
-هل أخطأت حينما سألتك ؟
-لا سيدي، إنما أنا إبنة ديبلوماسي و نحن مولعون بتحديد الأسئلة و المفاهيم، فهل لك أن تحدد لي نوعية ما ترغب في معرفته و مغزي فضولك هذا ؟
فضحك بتلقائية، قائلا لي :
-عجيب، لماذا كل هذه الحيطة و هل طالبتك بالإفصاح عن أسرار؟
-لا يقال السر، لأنه بمجرد إذاعته لا يصبح سرا. ألا تلاحظ أننا أضعنا عشرة دقائق لضبط ما تريد معرفته؟
إلتزم الصمت لثوان قصيرة ثم قال لي بهدوء:
-ما هي أهم المحطات التاريخية للجزائر قبل 1830؟
فسارعت بإعطاءه لمحة وجيزة و أضفت قائمة من المراجع التاريخية المهمة التي تروي بإسهاب تلك الحقبة من عمر المغرب الأوسط.
سجل كتابيا العناوين، مستطردا:
-أسماء بعض المؤلفين فرنسيين، هل تتركون الفرنسيين يؤرخون لكم؟
-نعم، و لا. نحن لم ندعوهم لذلك إنما بعضهم يتكرم لفعل ذلك بحسن نية و البعض الآخر له نوايا خبيثة.
-آه و ماذا عن تاريخ الجزائر الحديث ؟
-حدد من فضلك؟
إبتسم، مجيبا:
-من 1830 إلي 1999.
-معذرة سيدي و لكنني أكثر إلماما بفترة الإستقلال من زمن الإستعمار، لهذا أري من الأفضل لك أن تطالع هذه الكتب و تتصل ببعض الشخصيات الوطنية المعروفة بموضوعيتها لتشبع نهمك.
و في آخر إتصال لي به قبل أن يغادر الجزائر، قال لي:
- إنني لم أزر ثلاثة أرباع الجزائر و لم أذهب إلي الأسواق و لم أتجول في زقاق القصبة و لم أزر متحفا واحدا، و أما المكتبات فلا أعرف إلا مكتبة الحامة و لم أتسكع في الأحياء الشعبية، و لم أته في صحراء الجزائر، و كل ما أخذت منها هي حفنة رمل جاء لي بها صديق جزائري، يا حسرتي و ها أنا ذا مغادر.
رثيت لحاله بنوع من التهكم:
-أنت تنجح أكثر كجاسوس من هذه المهنة التي تمارسها في شركة عابرة للقارات.
-أيعقل هذا ؟ صرخ في الهاتف، أنا أكره السياسة و المؤمرات و العالم القذر للجوسسة و هل هي جريمة أن يحب المرء الجزائر؟
- لا أبدا، لم أقل هذا. قلت له : إنما تريد بعقلك الغربي العملي أن تلم في بضعة أشهر بكل شيء في الجزائر و نحن تعاقبنا جيلا عن جيل علي مدي خمسة آلاف سنة أو أكثر في هذه الأرض و لا نعرف منها إلا النزر القليل، فما بالك أنت ؟
وافقني بشيء من الأسي:
-صحيح، أرضكم رائعة، من يعيش علي أديمها يشعر بأنه حر طليق، إنني أدعو يسوع أن أعود إلي الجزائر و العيش فيها لم لا؟
شكرت له هذا الشعور المفعم بحب الجزائر و تمنيت خفية عنه، أن ألمس مثل هذه المحبة للجزائر في نفوس الجزائريين، هيهات لنا ذلك.
-سأعطيك سري. قال لي فجأة علي الخط.
-ما هو ؟
-إنني غربي إنساني و إنسانيتي ستقتلني يوما ما.
-لا تفكر هكذا، و لعل إنسانيك منقذتك؟ قلت له في حزم.
-أتظنين؟ ربما أنت محقة، إن الدفيء و الجد اللذين وجدتهما هنا جعلاني لا أطيق جنسيتي و سأرحل و بي حنين مطلق لحرية مقدسة.

dimanche 20 février 2011

خيار الرحيل


بسم الله الرحمن الرحيم

كوة نور

خيار الرحيل

نشر هذا النص في يومية العالم السياسي الخميس 15 ذو الحجة 1419 الموافق ل 1 أبريل 1999


الهواء اليوم خال من كل شيء
ليس له إلمام سوي بالعدم
و ينساب فوقنا بدون معني،
كأن لم يكن أحد منا هنا من قبل

ولاس ستيفنز

لا يمر يوم إلا و تحضرني أسماء و وجوه من تركوا الوطن و غادروا إلي آفاق رحبة لا تحبس عليهم أنفاسهم كما هو الأمر هنا.

لا يمر أسبوع دون رحيل أحدهم إلي هناك، إلي أرض الغربة و في حالة ما تحين لحظة التوديع، أجد نفسي تستعيد نصيحة أمريكي أسداها لي:" الأمل موجود في الجزائر، هنا يكتسي دفاعكم عن حقوقكم كمواطنين شرعية لن تتوفر لكم في الغربة." كلام منطقي لكنه لن يقنع من قرروا الرحيل و كما قالت سيدة جزائرية تستعد للهجرة إلي كندا :" أفضل أن أعيش غريبة في بلد أجنبي علي العيش غريبة في أرضي!"
كلام منطقي أيضا، يعبر عن لوعة عظيمة يعانيها المواطن الجزائري. علي الفرد أن يستنجد بكل الوسائل القانونية لينال حقوقه فهذا حق من حقوقه الذي يضمنه له الدستور و إذا ما تبين له أن جميع الوسائل المبذولة لم تنتهي إلي نتيجة مرضية فلا بأس من أن يبحث لنفسه عن موطن جديد فأرض الله واسعة.
أورد في هذا السياق شهادة لمواطن أمريكي من أصل باكستاني:" إنني هنا في أمريكا لا أشعر بالمهانة و لا بالظلم الذي كنت ضحيته في وطني الأصلي لأن حقوقي مضمونة ما دمت أؤدي واجباتي، هذا ما لن نجده في أوطاننا بحيث يستأسد القوي علي الضعيف و يأكل الغني حق الفقير."

إن مستوي الوعي المدني في بلادنا متدهور للغاية و شعور المواطن بالعجز و الإحباط كبله، إن الفرد منا يجد نفسه محاصرا من كل جانب و قد يئس من النظام و من الإدارة:" لا أنال حقي إلا بدفع الرشوة و هذا هو الحرام الذي لن أقربه و قد كرس بعض المسؤولين الرشوة كمبدأ في تعاملاتهم مع المواطنين."هذا ما يتداوله الناس المغلوبين علي أمرهم، يستحقا الراشي و المرتشي عقوبة الإعدام لأن هذه الآفة الخطيرة أجهزت علي مناعة هذا المجتمع و إلا بماذا نفسر هذه السلسلة المتوالية من الإخفاقات الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية ؟
إن إفتقاد مسيري هذا البلد للكفاءة و للأمانة شرطين أخلاقيان ضروريان لكي تستقيم إرادتهم، جعل منظمة دولية تصنف ظروف المعيشة في الجزائر بالأصعب في العالم!!
إننا أكثر الأمم التي تحسن تكديس القوانين دون تطبيقها و السبيل الوحيد لإصلاح هذا الوضع يتمثل في إحياء تراث القيم و المباديء الذي كان وراء إزدهار و إنتشار الإسلام في أولي أيامه.
إننا نسير في طريق مسدود و الأجدر بنا أن نستيقظ قبل فوات الآوان، فقد غادر من أيام بلادنا إستراتيجي غربي جاء في زيارة إستقصائية و قد كان تعليقه بعد شهرين أمضاهما بيننا بمثابة دق ناقوس الخطر:"إذا ما بقيت الأوضاع علي ما هي عليه الآن في الجزائر فهذا البلد محكوم عليه بالزوال في بحر نصف قرن." ماذا نقول ؟
فما يستعصي علي الفهم هذا الإصرار الذي يبديه الحكام و المحكومين في إنكار مجموعة من البديهيات منها مراعاة الله في أنفسهم و في الآخرين.
فهذا الإستهتار بالسنن الكونية الذي تشهده في مجتمعنا سيؤدي بنا حتما إلي الزوال المشار إليه في الأعلي علي لسان ولاس ستيفنز. يستلزم بناء دولة حد أدني من الضوابط التي يجب أن يخضع إليها حكام و محكومين دون إستثناء، فالمسؤولية ليست وسيلة تتيح لحاملها إغتصاب حقوق الناس و الإستيلاء علي الأموال العامة، فما ينقص أفعالنا و أفكارنا هو ذلك البعد الآخروي الذي إن توفر يلزمنا بتوخي الحق في كل ما نقوم به. إنني بتأملي لأحوال الناس أدرك غياب مقياس الحق، فلا أجد في أفعالهم و لا في أقوالهم ذلك الخير الذي ينم عن تقوي النفوس، لم يخلق الله آدم لتعبد ذريته آلهة من صنعها، بماذا نصف ذلك الإنصراف اللامفهوم عن الله الذي نلمسه عند من يتقلدون المسؤولية ؟ إننا ننسي في لهثنا وراء الدنيا أن للحياة رب و أن من نسي الله في الدنيا نسيه خالقه في الآخرة، الجزائر أرض رائعة كما شهد بذلك هولاندي أوصي بأن يدفن فيها إلا أن أهل هذا البلد لم يعوا بعد أن حقوقهم مصانة ما دام الخير مصان في نفوسهم و أفعالهم.

بقلم عفاف عنيبة