مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة. بين أول تاريخ صدور أول مقالة لي في الصحافة الوطنية و بين متابعتي الأسبوعية لركني نظرات مشرقة في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائرين مسافة طويلة بطول معايشتي لهموم القلم و أول موضوع نشر كان يدور حول جبران خليل جبران و قد قدم لي خدمة لم أنساها الأستاذ سليم قلالة بنشر مقالتي آنذاك في أسبوعية "الحقيقة"
أحمد الله علي ثباتي في المسيرة و أدعو الله صادقة لأن يثبتني لآخر مشوراي، فحق الله علي أن أشكره علي هذه النعمة و أن ابذل المزيد و المزيد في سبيل نصرة دينه و بعث روح المقاومة و تثبيت مبدأ طلب العلم و النهوض بأمة الإسلام.

lundi 17 août 2009

الأفكار بين الأغصان و الأشواك


بسم الله الرحمن الرحيم


تذكرة



الأفكار بين الأغصان و الأشواك



و هل تستحق هذه الحياة التي لا نعرفها فعلا الأفكار التي تعذب عقولنا و تمزقها ؟ غنه سؤال مازال عالقا...

- تشيخوف - بتصرف

تعمد الأديب الروسي الإبقاء علي هيكل السؤال و تعليق الجواب إلي إشعار آخر... مثله في أيام خلت كنت أحيط نفسي بأسئلة إستنزفت طاقة إيجاد أجوبة مقنعة. و لأكون أمينة لم أفلح في مخادعة السؤال لأفوز برد ضبابي و عملت مدة علي تعليق الأفكار المزعجة و المثيرة و لفترة حاولت في كتاباتي الإبتعاد عن الأفكار الطوباوية و الإكتفاء بالتصورات الجادة لأتحسس الحقيقة عبر أفكار طليقة بعيدة عن نزق الخيال و تموجاته و عن مجازافات الإدراك و مسالكه الوعرة و كما جاء علي لسان نيسان هاني إحدي شخصياتي في رواية "العودة إلي فلسطين" : "أطرح جانبا الفكر الذي يتلكأ في السير بين الناس." فالمجاهدة التي بذلتها لإخضاع فكري إلي نمط إيجابي ينقذ المنهجية قبل أن تغوص في سفسطائية الرموز اللغوية الباردة كان كبيرا و إلي حد الآن لا زلت أحدق في شخوصي بعين الريبة فما أعذب الحياة الخالية من تعقيدات " أنا أفكر إذن أنا موجود."...

لماذا يشتكي تشيخوف التمزق و هو الذي أدخل في الرواية أسلوب المكاشفة المتصاعدة فما كان يستنكره : الأفكار التي تتستر علي فضلات النفس الذليلة أكرمكم الله، فما كان يؤرقه الخط الفاصل بين نبوغ الذات و حدود الواقع. إننا نجتاز عتبة الممكن بمعنويات مبتورة فلنا أن نقاوم الإخفاق بالإيمان و بشعور عظيم أن ما فات لم يمت ما لم نحكم عليه بذلك. و ما كان كان و من عزم الأمور أن نبادر إلي فك الأختام عن الفكر القائد ليسوقنا إلي الصيرورة الصحيحة فنتخلي عن الصور البالية لوجود عاجز.

و ليكون العمل الدرع الذي ترتطم به أشلاء الأفكار الهزيلة و لنقيض لكل واحد منا قرين يهوي علي العمل لحظة ما يرفع الظل يديه و تكف الخلايا عن التماس، فنحترف الحضارة كفعل إرادي واع يقينا شر الأفكار المتجبرة و لنطمئن إلي نواميس الحياة المراعية لتميز الأفكار و سخائها و المؤتمنة أبدا علي أشواكها...

بقلم عفاف عنيبة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire