مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة. بين أول تاريخ صدور أول مقالة لي في الصحافة الوطنية و بين متابعتي الأسبوعية لركني نظرات مشرقة في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائرين مسافة طويلة بطول معايشتي لهموم القلم و أول موضوع نشر كان يدور حول جبران خليل جبران و قد قدم لي خدمة لم أنساها الأستاذ سليم قلالة بنشر مقالتي آنذاك في أسبوعية "الحقيقة"
أحمد الله علي ثباتي في المسيرة و أدعو الله صادقة لأن يثبتني لآخر مشوراي، فحق الله علي أن أشكره علي هذه النعمة و أن ابذل المزيد و المزيد في سبيل نصرة دينه و بعث روح المقاومة و تثبيت مبدأ طلب العلم و النهوض بأمة الإسلام.

lundi 17 janvier 2011

التغيير حتمية


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

التغيير حتمية، أنهيت في هذه الصبيحة باكرا موضوعا بعنوان " ألاباما بالأسود و الأبيض الحلقة السادسة" و في معرض حديثي عن هذه الولاية الأمريكية الفقيرة، فكرت في أسباب التغيير و إتجاهاته.
حتمية التغيير منطلقها واضح : سنة كونية تجري في مخلوقات الله.
نريد عبر التغيير إحداث نقلات نوعية تحمل الجديد و الجيد للإنسان.
كوني أكتب هذا النص خصيصا لمدونتي "مقالاتي في التسعينيات"، يحملني للقول أنني في التسعينيات كان يحدوني امل كبير في أن دائرة العنف و القتل تتوقف لنذهب إلي التغيير بالتدرج و عبر مراحل. علينا أن نحضر الأرضية التي نبني عليها، من المستحيل أن نغير إذا لم نغير أنفسنا من الداخل، فقيم الحق و الحرية و العدل لا تتجاوب مع الكسل و اللامبالاة و حب الدنيا.
قيم الخير تعاكس تماما شرور النفس الأمارة بالسوء و لا مجال للإنتظار، فعجلة التغيير قادمة و بناءا علي ذلك محكوم علينا بصهر قدراتنا في بوتقة الجديد، لنبدع في إبتكار وسائل و قنوات الحوار و العمل الحثيث من أجل غد أفضل.
قبل كل شيء نحن في حاجة إلي حرية و إلي عدل و هذان الشرطان متلازمان لا غني الواحد عن الآخر و قد بذلنا الكثير لننتزع حريتنا و أما العدل فسنوات الإستقلال لم تكرسه فعليا في واقعنا و التغيير يفرض علينا الإحتكام إلي معايير الحق و العدل.
ماذا نغير ؟ و كيف نغير ؟
لنغير نظرتنا لوجودنا، هل نحن هنا لنعيش مثل البهائم أكرمكم الله أم وجودنا رسالة في حد ذاته ؟ إذا ما الأمر كذلك، ألا يستدعي الأمر منا شكل من أشكال اليقظة و النشاط الفكري و التطهير الروحي ؟
كيف نغير ؟ هل بملازمة الظل و الهروب من المسؤوليات أو نلجأ إلي العنف ؟ بمقدورنا التغيير وفق سياق تاريخي و جيوسياسي يسمح لنا بتوظيف كل إمكاناتنا لنقيم جسرا بيننا و بين العالم، نأخذ أفضل ما توصلت إليه الإنسانية من تجارب و ردوس و عبر، مكرسين في واقعنا فلسفة الفعل الإيجابي المثمر.