بسم الله الرحمن الرحيم
كوة نور
زهرة المدائن
"لماذا تفكرين في البعيد و تملئين نظرك بما هو كائن وراء البحر و وطنك منغمس في مآسي إلي النخاع ؟ تفكرين بفلسطين و مصائب بلدك أعظم، لم تعد الجزائر نفسها و نحن لم نعد نحن."
لن أذكر إسم صاحبة هذا العتاب لأنها صديقة عزيزة علي و قد وجهت لي يوما هذا اللوم علي الورق آملة في أن أستيقظ من حلم اليقظة الذي لازلت مستغرقة فيه إلي حد الساعة. و قد أعدت قراءة هذا المقطع في هذه الأيام و شعرت بحاجة ماسة لإعادة صياغة الرد الذي كنت قد أرسلته لها فور إستلامي لرسالتها. لأصحح ما يلتبس علي القاريء فهمه، ليس المقصود بما وراء البحر ساحل "نيس" أو "كان" إنما يعني الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط " فلسطين" أو بعبارة أعم الشام. لماذا أفكر في فلسطين و مصائب بلدي يا للهول تكاد تطبق علي أنفاسنا ؟ لأنني و ببساطة سلمت بهذه الحقيقة المخيفة و المريحة في آن : إنني أبذل مذ عودتي إلي أرض الوطن قصاري جهدي لأفيد هذا البلد و هذا الشعب. أما ما يحدث من مهازل و مظالم فيه، فليس بوسعي رفع المظالم و محو المهازل فلم أحرق دمي علي ما لا أقدر عليه عمليا، أما إلتزامي بقضية القدس و فلسطين يعد إلي سنوات خلت و إلي ما كتبته في تحليل لمؤتمر دولي من أجل القضية المقدسة جاء فيه : " تعد القدس مفتاح العالم الإسلامي برمته و لا يجب أن ينتظر الفلسطينيون من إخوانهم مساعدة أو تضامنا فعليا. فهذا غير ممكنا في غياب تنسيق سياسي جاد، و لكن هذا لا يمنع أحدا من العمل كل في موقعه!" أكان هذا الموقع الجزائر أو اليمن. و هذا في سبيل بعث الروح في جسم هذه الأمة لتنتزع مفتاح القدس و معه مفتاح العالم الإسلامي و عودة هذه الروح علينا بتجسيدها علي كل المستويات الحضارية و ليس فقط عل المستوي السياسي أو الجهادي كما تضطلع به حماس و منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. فذلك الطالب الذي يسعي لنيل شهادته الجامعية عن إستحقاق أو ذلك المواطن المسلم الذي يطمح لبناء و تكوين نفسه و مستقبله عمليا و روحيا يكون قد أضاف لبنة في هذا الصرح الذي يحمل عنوانا ساطعا، إسترجاع الإسلام و المسلمين لدورهم الرسالي و يكون قد ساهم من حيث لا يعلم في إستعادة القدس علي المدي البعيد. فمتي توصلنا إلي هذا اليقين بأن كل خطوة جادة يقوم بها المسلم الواع نحو أهدافه الدنيوية و الآخروية برغم المشاق و المصاعب و وعورة الدرب، نكون علي مرمي القدس، زهرة المدائن بإذنه تعالي.
كوة نور
زهرة المدائن
"لماذا تفكرين في البعيد و تملئين نظرك بما هو كائن وراء البحر و وطنك منغمس في مآسي إلي النخاع ؟ تفكرين بفلسطين و مصائب بلدك أعظم، لم تعد الجزائر نفسها و نحن لم نعد نحن."
لن أذكر إسم صاحبة هذا العتاب لأنها صديقة عزيزة علي و قد وجهت لي يوما هذا اللوم علي الورق آملة في أن أستيقظ من حلم اليقظة الذي لازلت مستغرقة فيه إلي حد الساعة. و قد أعدت قراءة هذا المقطع في هذه الأيام و شعرت بحاجة ماسة لإعادة صياغة الرد الذي كنت قد أرسلته لها فور إستلامي لرسالتها. لأصحح ما يلتبس علي القاريء فهمه، ليس المقصود بما وراء البحر ساحل "نيس" أو "كان" إنما يعني الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط " فلسطين" أو بعبارة أعم الشام. لماذا أفكر في فلسطين و مصائب بلدي يا للهول تكاد تطبق علي أنفاسنا ؟ لأنني و ببساطة سلمت بهذه الحقيقة المخيفة و المريحة في آن : إنني أبذل مذ عودتي إلي أرض الوطن قصاري جهدي لأفيد هذا البلد و هذا الشعب. أما ما يحدث من مهازل و مظالم فيه، فليس بوسعي رفع المظالم و محو المهازل فلم أحرق دمي علي ما لا أقدر عليه عمليا، أما إلتزامي بقضية القدس و فلسطين يعد إلي سنوات خلت و إلي ما كتبته في تحليل لمؤتمر دولي من أجل القضية المقدسة جاء فيه : " تعد القدس مفتاح العالم الإسلامي برمته و لا يجب أن ينتظر الفلسطينيون من إخوانهم مساعدة أو تضامنا فعليا. فهذا غير ممكنا في غياب تنسيق سياسي جاد، و لكن هذا لا يمنع أحدا من العمل كل في موقعه!" أكان هذا الموقع الجزائر أو اليمن. و هذا في سبيل بعث الروح في جسم هذه الأمة لتنتزع مفتاح القدس و معه مفتاح العالم الإسلامي و عودة هذه الروح علينا بتجسيدها علي كل المستويات الحضارية و ليس فقط عل المستوي السياسي أو الجهادي كما تضطلع به حماس و منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. فذلك الطالب الذي يسعي لنيل شهادته الجامعية عن إستحقاق أو ذلك المواطن المسلم الذي يطمح لبناء و تكوين نفسه و مستقبله عمليا و روحيا يكون قد أضاف لبنة في هذا الصرح الذي يحمل عنوانا ساطعا، إسترجاع الإسلام و المسلمين لدورهم الرسالي و يكون قد ساهم من حيث لا يعلم في إستعادة القدس علي المدي البعيد. فمتي توصلنا إلي هذا اليقين بأن كل خطوة جادة يقوم بها المسلم الواع نحو أهدافه الدنيوية و الآخروية برغم المشاق و المصاعب و وعورة الدرب، نكون علي مرمي القدس، زهرة المدائن بإذنه تعالي.