مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تقدم السن و التجربة تتغير الكتابة. بين أول تاريخ صدور أول مقالة لي في الصحافة الوطنية و بين متابعتي الأسبوعية لركني نظرات مشرقة في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائرين مسافة طويلة بطول معايشتي لهموم القلم و أول موضوع نشر كان يدور حول جبران خليل جبران و قد قدم لي خدمة لم أنساها الأستاذ سليم قلالة بنشر مقالتي آنذاك في أسبوعية "الحقيقة"
أحمد الله علي ثباتي في المسيرة و أدعو الله صادقة لأن يثبتني لآخر مشوراي، فحق الله علي أن أشكره علي هذه النعمة و أن ابذل المزيد و المزيد في سبيل نصرة دينه و بعث روح المقاومة و تثبيت مبدأ طلب العلم و النهوض بأمة الإسلام.

jeudi 5 août 2010

عام قصص الأطفال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



هذا العام أعده إستثنائيا، كتبت فيه أربعة قصص أطفال، واحدة منها طويلة و الأخريات قصيرة. فقد كانت لي فرصة في كل مرة أن أستخرج من مخزون الذاكرة بعض المشاهد من الطفولة و المراهقة. عشت طفولة حالمة و وردية و لله الحمد و قد آن الآوان لأسجل كتابيا بعض ما عشته في كنف الإستقرار العائلي.
شجعني البعض علي التخصص في أدب الأطفال، خاصة خالي محمد قرجومة و هو من القاهرة يرسل لي قصاصات حول اعمال أديبات مصريات تكتبن للأطفال. طريقة جميلة لحثي علي المضي قدما في طريقي.
نعم أحب الكتابة للأطفال، لأنني أحب قراءة المدهش و الخارق، أحلم بالمغامرة و المجهول و علي خلاف هاري بوتر لا اريد الطيران بعيدا، لننطلق من الواقع، ليس هناك أفضل من ذلك.
علي أن أرسل عنوان قصتي الأخيرة "هيلا" للسيدة أرليت زكي لعلها تثريني بملاحظتها، الجميع في عطلة سأنتظر عودتهم في الخريف لأقرع لهم الأجراس.
أظن أنني سأواصل المحاولات، ربما أنجح في مخاطبة الطفل و حمله علي عيش حياته بأكبر قدر من الفضول و المتعة.
شخصيا تغذيت بكم ضخم من القصص و الحكايات باللغتين، و عامل المطالعة في الصغر أثراني و جعل مني الكاتبة الأديبة اليوم و لله الحمد.
نصيحة للأم علي طفلك أن يعتاد فعل القراءة، فليألف قراءتك له بعض القصص القصيرة، و سترين النتيجة بعد أشهر قليلة، فهو سيبدأ تخيل القصة و سيطالبك بأن تقرإي علي مسامعه حكاية مسلية و بعدها ستصبح عملية تعلم أحرف الأبجدية متعة كبيرة له. و أرجو أن تعلميه في القرآن الكريم سورة العلق علي طولها النسبي، ليعي باكرا جدا صغيرنا مكانة العلم عند الله عز و جل. لازلت متشبثة بسورة العلق، أتذرها في تصفحي لكتاب، و عند كتابتي لمقالة، بحث أو قصة.
بإمكاننا القيام بجهود بسيطة لنقطف ثمار كثيرة، فعلينا بالمثابرة و الصبر و الإكثار من المطالعة.

mardi 15 juin 2010

نجية جدي و من وراء الحجاب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


تذكرة


نجية و "من وراء حجاب"

من حوالي أسبوع هتفت لأختي في الله نجية جدي صاحبة ركن "من وراء حجاب" في الأسبوعية الساخرة المتوقفة الوجه الآخر.
فجأة شعرت بأنه علي أن أتصل بها، فقد قصرت في السؤال عن صحة والدها المتدهورة شفاه الله و طهور إن شاء الله. ثم إن الحديث مع نجية مميز، فهذه الأخت الكريمة أدين لها بعد الله عز و جل بخروج ركني تذكرة إلي النور الذي تحول إلي إسم "كوة نور" و الآن في أسبوعية البصائر تحول إسمه بتدخل و إقتراح من فضيلة الشيخ شيبان إلي "نظرات مشرقة." هذا الركن الذي أكتبه منذ ستة عشر سنة.
مضت ستة عشر سنة علي تعرفي علي نجية، فتعرفي عليها تم في "رابطة إبداع" الأدبية و قد إلتقيتها للمرة الأولي في إطار إحدي إجتماعات الرابطة في مسرح الهواء الطلق بالعاصمة. صراحة لا أملك وصف لحجم إمتناني العميق لها، فهي من أخذت بيدي، شجعتني بعد قراءتها لقصصي و نصوصي القصيرة و يوم إلتحقت بالوجه الآخر الأسبوعية الساخرة طلبت من رئيس تحريرها أن يفتح لي الصفحة الثقافية كي أكتب فيها ركن قار و منذ ذلك الوقت و هذا الركن موجود، عاش عام بعد عام و هو إضافة ضخمة لحياتي. فهذا الركن هو الذي مكنني من الكتابة باللغة العربية بعد أن كنت أكتب فقط باللغة الفرنسية القصة و الرواية.
كم أحمد الله علي نعمة الأخوة في الله. فقد نمت بيني و بين أختي نجية علاقة أخوة في الله فريدة من نوعها، فبالرغم من أن الظروف باعدت بيننا، بقينا وفيتين لأخوتنا و في كل فرصة تسنح لنا عند اللقاء علي خطوط الهاتف نسافر عبر الكلمات و الذكريات إلي عالم نظيف لم تطاله بعد الأنانية الإنسانية، لم تكدر بعد صفاءه الحسابات الضيقة و لا لامبالاة السنين و لا تشغله مسؤولياتنا و همومنا و لا تحجزه عنا ظروف الحياة المتقلبة لكل واحدة منا.
و أنا أكتب هذا النص تنبهت لهذه الحقائق الجميلة التي صففتها جنبا إلي جنب كعربون وفاء لأختي نجية جدي، كنت أنا و هي في بداية التسعينيات نحلم بتسخير حياتنا لخدمة ديننا و لفعل الخير و لكتابة أحرف و كلمات من نور نبصر بها الناس.
ماذا أقول ؟ بين الأمنيات و الطموحات و بين الواقع أحيانا مسافة قصيرة، فقد حققنا كل واحدة منا و بطريقتها بعض ما كنا نأمل بتحقيقه و اليوم و بعد ستة عشر سنة من عمر أخوتنا، أشعر أننا قطعنا شوطا هاما من مسيرتنا في هذه الدنيا الزائلة و أن ما تبقي لنا و العمر يتقدم بنا نرجو من الله عز و جل أن يعيننا علي الذهاب إلي آخره بنفس الهمة و الصدق و الإخلاص. فليس هناك مجال مقارنة بين من يخاف الله و غضبه و بين من لا يخاف. و لله الحمد، لا شيء يخيفنا أنا و نجية مثل سخط الله علينا، ففي طاعتنا لله حلاوة لا مثيل لها و في مرضاته تعالي رفعة لا شبيه لها فنسئلك الثبات و السداد و الفلاح يا رب آمين.

mardi 23 février 2010

إنهض أيها الحكيم



بسم الله الرحمن الرحيم
كوة نور
إنهض أيها الحكيم !
"إنهض أيها الحكيم، يا من تسمع دعوتي، إفعل كما اطلب يا من يعوقك العدم، تقدم علي الأرض نبيا، لافحا قلوب الرجال بكلمة حق."
مأخوذة من قصيدة "النبي" لبوشكين
كان يؤمن بوشكين في 1826 بأن الحرب الحقيقية لم نخسرها بعد، فالإنتصار الذي يرنو إليه العاقل هو إنتصار الحكمة علي البهيمية في الإنسان. مر قرن و نصف من الزمان علي قصيدة "النبي" و ها أن الهمجية إستقرت بيننا إلي أجل غير مسمي و الحكيم الذي كان يخاطبه بوشكين إختفي من حياتنا ليحل محله وجه ممسوخ لمنطق الباطل الذي نصب نفسه وصيا علي المقهورين، فغابت كلمة الحق و ماتت فينا الأحلام و الطموحات و صرنا نفزع من هتاف :" لا إله إلا الله محمد رسول الله "
أين هو ذلك الحكيم منا ؟ و أيننا نحن من ذلك الفارس الذي فتح يوما مدينة القدس و طهر أرضها من دنس المعتدين ؟ أيننا من الله الواحد الأحد الذي يرانا من حيث لا نراه و قد أرسل لنا من يحررنا من شياطين الإنس و الجن و لم نعتبر لنستسلم لنداء الحيوان فينا عقودا بعد رحيله عليه السلام. مع كل ما هو طاريء و في إنتظار الآت لنا أن لا ننسي كلمة الحق.
بالحفاظ عليها ننجو من العدم من الهامش الذي رسمه لنا العدو، في العيش من أجل كلمة حق، في الموت من أجل كلمة حق، كرامة لن تكفلها لنا مؤتمرات مدريد و الدار البيضاء. فكلمة الحق و لو لم نجهر بها علانية لتبقي حية بين طيات الصمت كفيلة بأن تستيقظ يوما لتزلزل عروش الجبابرة فتدكها دكا. فيتقدم المظلوم منتصرا و ينعم الأموات براحة البال و يهنأ الأحياء ببقية الحياة ! لا لست أحلم و في قصيدة
" النبي " لم يكن بوشكين يهذي، إنما نطق بكلمة حق كما وعدنا الله جل شأنه في الآية 8 من سورة الأنعام : ( ليحق الحق و يبطل الباطل و لو كره المجرمون) صدق الله العظيم.

mercredi 27 janvier 2010

زهرة المدائن


بسم الله الرحمن الرحيم


كوة نور

زهرة المدائن

"لماذا تفكرين في البعيد و تملئين نظرك بما هو كائن وراء البحر و وطنك منغمس في مآسي إلي النخاع ؟ تفكرين بفلسطين و مصائب بلدك أعظم، لم تعد الجزائر نفسها و نحن لم نعد نحن."

لن أذكر إسم صاحبة هذا العتاب لأنها صديقة عزيزة علي و قد وجهت لي يوما هذا اللوم علي الورق آملة في أن أستيقظ من حلم اليقظة الذي لازلت مستغرقة فيه إلي حد الساعة. و قد أعدت قراءة هذا المقطع في هذه الأيام و شعرت بحاجة ماسة لإعادة صياغة الرد الذي كنت قد أرسلته لها فور إستلامي لرسالتها. لأصحح ما يلتبس علي القاريء فهمه، ليس المقصود بما وراء البحر ساحل "نيس" أو "كان" إنما يعني الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط " فلسطين" أو بعبارة أعم الشام. لماذا أفكر في فلسطين و مصائب بلدي يا للهول تكاد تطبق علي أنفاسنا ؟ لأنني و ببساطة سلمت بهذه الحقيقة المخيفة و المريحة في آن : إنني أبذل مذ عودتي إلي أرض الوطن قصاري جهدي لأفيد هذا البلد و هذا الشعب. أما ما يحدث من مهازل و مظالم فيه، فليس بوسعي رفع المظالم و محو المهازل فلم أحرق دمي علي ما لا أقدر عليه عمليا، أما إلتزامي بقضية القدس و فلسطين يعد إلي سنوات خلت و إلي ما كتبته في تحليل لمؤتمر دولي من أجل القضية المقدسة جاء فيه : " تعد القدس مفتاح العالم الإسلامي برمته و لا يجب أن ينتظر الفلسطينيون من إخوانهم مساعدة أو تضامنا فعليا. فهذا غير ممكنا في غياب تنسيق سياسي جاد، و لكن هذا لا يمنع أحدا من العمل كل في موقعه!" أكان هذا الموقع الجزائر أو اليمن. و هذا في سبيل بعث الروح في جسم هذه الأمة لتنتزع مفتاح القدس و معه مفتاح العالم الإسلامي و عودة هذه الروح علينا بتجسيدها علي كل المستويات الحضارية و ليس فقط عل المستوي السياسي أو الجهادي كما تضطلع به حماس و منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. فذلك الطالب الذي يسعي لنيل شهادته الجامعية عن إستحقاق أو ذلك المواطن المسلم الذي يطمح لبناء و تكوين نفسه و مستقبله عمليا و روحيا يكون قد أضاف لبنة في هذا الصرح الذي يحمل عنوانا ساطعا، إسترجاع الإسلام و المسلمين لدورهم الرسالي و يكون قد ساهم من حيث لا يعلم في إستعادة القدس علي المدي البعيد. فمتي توصلنا إلي هذا اليقين بأن كل خطوة جادة يقوم بها المسلم الواع نحو أهدافه الدنيوية و الآخروية برغم المشاق و المصاعب و وعورة الدرب، نكون علي مرمي القدس، زهرة المدائن بإذنه تعالي
.

jeudi 14 janvier 2010

ربما...



بسم الله الرحمن الرحيم
ربما...
ربما سرنا في الطريق الخطأ
ربما فكرنا في الإتجاه المعاكس
ربما نسينا المفتاح في الباب
ربما كل شيء كان قابل للمراجعة في النهاية
ربما كل شيء كان محسوما منذ البداية
ربما قلبوا الأوهام حقائق
ربما حولنا الحقائق سرابا
ربما زادنا الصمت سوادا
ربما زادتنا اللامبالاة هوانا
ربما تعبنا من الكد
ربما أفرطوا في الجد
ربما كانت الحياة إستحقاق
ربما كان فراغنا إفلاس
ربما آذاننا الحق بالحرب
ربما أدرنا ظهورنا للأسئلة الجادة
ربما كانت الحضارة موعدا
ربما أخلفنا الموعد
ربما إخترنا اللاخيار
ربما فعلنا ذلك كسلا
ربما لا خير يرتجي منا
ربما لا شر يصدر عنهم
ربما أرادوا ما لم نريد
ربما أردنا ما لم يتنازلوا عنه
ربما إنتهت الحكاية هنا
ربما بدأو قصة أخري الآن
ربما حكايتنا تنتهي حيث تبدأ قصتهم
ربما نهاية قصتهم تكون عند فناءنا نحن
ربما أخطأنا
ربما أصابوا
ربما أصبنا
ربما أخطأوا
لكن الأكيد أن في مكان ما
في تاريخ ما، عند قرار ما
ستقوم القيامة...
بقلم عفاف عنيبة